K Blog!

بالعربي: إنتهاك الحقوق و أخره

أعتقد إن الوقت حان للكلام بإستفاضة عن موضوع حقوق الملكية الفكرية و إزاي نقدر كشباب مصري بينتج إننا نستخدم التكنولوجيا بحيث ننتج و نحافظ علي شغلنا من الإنتهاكات بطريقة عملية إلي جانب إحتفاظنا بحق إستخدام القانون المصري إذا لزم الأمر طبقاً لتقدير كل واحد و دماغه و طريقته

مبدئياً لازم أوضح نقط مهمة و محورية في طرحي للموضوع ده و هي نقط شخصية عشان جايز بعد ما تقرأوا تختلفوا معايا في طريقة تناولي للموضوع. أنا لما إتعرض شغلي للإنتهاك، ما دخلتش القصة دي من الأول عشان فلوس أو شهرة، النقطتين إتطرحوا عليا خلال القصة و إتعاملت معاهم علي إنهم أدوات مش هدف لازم أسعي له. يعني بالعربي أنا داخل الموضوع و أنا كريم و خارج منه و أنا نفس كريم اللي دخل قصة مكنش متوقعها. النقطة التانية إني مش حسرد تفاصيل اللي حصل لسبب إني بصراحة شايفها تفاصيل متخصش حد و إنتهت بإنتهاء الموضوع بالنسبة لي. الإستفادة من الموضوع هي الأهم عندي إني أنشرها بحيث أساعد أي حد تاني قد يقع في مشكلة مشابهة و نتقدم كلنا لقدام. فأي حاجة حقولها في المقال الطويل شوية ده مش شرط تكون حصلت معايا، أنا بنقل عصارة الخبرة اللي تراكمت عندي من سنين، من سنة 1998 تحديداً لما دخلت الإنترنت لأول مرة في حياتي. خد نفسك عميق و يلا بينا في رحلة مع إنتهاك الحقوق و أخرها

إبتدي ب: إعمل شغلك و إرميه البحر .. و متنساش … تكتب إسمك علي شغلك

لازم يبقي عندك إستراتيجية لحفظ و نشر شغلك، تصويرك، موسيقاك، كتاباتك، لازم يكون كل شئ موثق بشكل ما. إذا ما كنتش بتحب التوثيق المحلي و شايفه إنه بيكلفك وقت و فلوس كتير، يبقي علي الأقل عندك طريقة محترمة يعترف بيها الكوكب إنها وسيلة توثيق لعملك .. وده اللي نفعني في الحفاظ علي حقي إلي جانب التوثيق المحلي، توثيقي لشغلي بشكل واضح. لأنك بدون توثيق، أنت كده من غير حماية .. و بعد كده إشتغل و انشر شغلك و شغلك حيلاقي طريقه للنجاح لو بتعمل منتج كويس

إنتبه .. لخطواتك عند إكتشافك إنتهاك حقوقك

دي أول حاجة تعملها أول ما تشوف أي إنتهاك لحقوقك، الموضوع بسيط. أنت مجرد ما تبلغ عن إنتهاك حقوقك حتدخل نزاع شطرنجي مع طرف قد يكون أقوي منك و قد يكون أضعف أو زيك. مش مهم قوته علي قد أهمية إنك تبقي متفهم كويس جداً إن كل خطوة و حركة منك حيكون معناها إما إنك تحسم النزاع لصالحك أو تخسر حقك للأبد، خطواتك لازم تتحسب بطريقة مظبوطة و بدون إنفعال، الأثر النفسي السيئ قد يكون أسوء ما قد يصيبك في اللحظات دي. متنساش تتأكد من كل التفاصيل الخاصة بعملك اللي تم إنتهاك حقك فيه، راجع تسجيلك له لو وجد و سجله لو مكنتش سجلته بكل الوسائل المتاحة لك و اللي تضمن لك حقك و ملكيتك التامة له

شئ طبيعي إن شغلك يتعرض لمحاولة من محاولات الإنتهاك، تقبل الحقيقة دي بصدر رحب و حدد أنت عاوز إيه بالظبط من أول ثانية، طريقتك في التفاوض حتفرض الإحترام حتي لو اللي قدامك مش عاوز يمشي في نفس سكة الإحترام

التفاوض فن لا يجيده الكثيرون

أيوة، و عشان كده لو مبتعرفش تتفاوض لازم تسأل اللي حواليك أو تقعد تخطط مع نفسك حتتفاوض إزاي، أصل أنت في التفاوض بتبقي زي اللي بيلعب شطرنج، الغلطة بكش ملك. و جهز نفسيتك إنك تتحمل طرق المُفاوض الأخر من تقليل لقيمة شغلك أو لتقليل قيمة تأثير شغلك أو حتي لتقليلك أنت شخصياً. راعي إن المفاوض هو شخص ميهموش مصلحتك، ثقافتنا بالفطرة مش مبنية علي نكسب سوياً بالعكس، ثقافتنا مبنية علي أكسب أنا و أنت مش مهم .. تقبل المبدأ ده عشان تعرف تتفاوض

و عشان كده لازم تكون واثق من نفسك و عارف أنت بتقول إيه لأن معظم الكلام اللي بيقوله المفاوض الأخر بيكون غلط بنسبة تتجاوز 80% و كل ده بيكون لأنه عاوز يقلل السعر بأي طريقة

إستخدم ألفاظ واضحة، ردود قاطعة و كون حازم إذا لزم الأمر حتي لا يفكر الطرف الأخر في تهديدك أو إهانتك

 إدي مساحات صغيرة من التفاهم تكون قريبة من مناطق الرضا عندك. يعني مثلاً: مينفعش تبقي بتبيع عربية و عاوز فيها مثلا خمسة جنيه و يجي واحد يقولك أنا شاري بربع جنيه، ده أساسا متردش عليه و إن رديت ترد بطريقة مقتضبة و تتحلي بكامل برودة الأعصاب و اللامبالاة حتي لو كان من جواك واحد عاوز يقول حاجات كتير غير لائقة

التسعير

أساس التسعير هو الوصول لسعر مقبول من الطرفين و هنا بقي فيه مفترق طرق: مين اللي بيبقي له وزن نسبي أكبر في التفاوض؟

هو الشخص أو الكيان اللي بيكون متحكم في الشئ اللي بنتفاوض عليه، يعني لو أنت بتتفاوض علي بيع عربية مثلا، فمن يملك العربية هو الشخص الأكثر قوة في التفاوض، لو أنت عاوز تشتري العربية تجنب إغضابه و قرب من رضاه بأي طريقة لأنه يملك إنه يحرمك من العربية حتي لو كان معاك ثمنها بالكامل أو أكتر

 إستنتج من طريقة تفكير المفاوض دماغه، فيه مفاوض بيحب يتفاوض بالحب و فيه بالمنطق و فيه بالورقة و القلم و فيه بالمثل و فيه باللامنطق و عليك إنك تعرف تتفاوض بشكل يقابل الطرق دي و تفرض طريقتك إذا وجب الأمر ده لو أنت عاوز تاخد حقك فعلاً و في نفس الوقت إنت مش حتقدر ترغم شخص إنه يشتري حاجة بالعافية لو أسلوبك سيئ ممكن ميشتريش اللي أنت بتعرضه حتي لو كان محتاج له و من هنا .. نقدر نقول إن التفاوض و التسعير هم وجهين لعملة واحدة و هم عملية معقدة من التواصل المركب اللي بتوصلنا لعملية البيع أو الشراء و إتمام الإتفاقات

و التسعير مينفعش يبقي إعتباطي، يعني كل حاجة و لها عُرف أو نظام في التسعير و كل واقعة إنتهاك لحقوقك لها ثمن. طبعا حتقولي عاوز مثال: فلنفترض إن إحنا عندنا محطة إذاعية صغيرة مثلا بتذيع أغاني في شارع معين و إنها مبتتسمعش بره الشارع ده لمحدودية نطاقها و عندنا محطة إذاعية تانية مغطية بلد بحالها بتذيع نفس الأغاني و جه شخص عمل أغنية نجحت بشكل ما في منطقة ما، فأخدوها المحطتين و ذاعوها بدون إذن صاحبها، في الحالة دي نفس الأغنية حتلاقي لها طريقتين لتسعير حق إستغلالها من صاحبها، فتلاقي مثلا المحطة الصغيرة بتدفع لك مثلا جنيه واحد فقط كتعويض عن إنتهاك حقوقك و ده شئ مقبول منهم لمحدودية إنتشار محطتهم و مواردها علي عكس المحطة الإذاعية الكبيرة بشكل تلقائي لازم تدفع لك أكتر بكتير لإنتشارها و لأن مواردها و مكاسبها من وراء عملك كبيرة و لو حد قال لك أنت كده بتستغلنا أو بتلوي دراعنا أو أي حاجة من عينة الكلام المحفوظ ده لازم يكون ردك واضح و قاطع: إنتوا مش هواة .. و غلطة المحترف غير غلطة الهواة و الإنتهاك بأي شكل من الأشكال سواء كان مقصود أو غير مقصود له ثمن المفروض إنه يتدفع. و لو كان محترف و مش عارف اللي بيعمله .. دي تبقي كارثة كبيرة

مش مقبول من أي حد في الزمن ده و في الوقت اللي فيه مديرين شركات عالمية بيستقيلوا لمجرد إن مبيعات الشركات قلت شوية أو حتي تطور المنتجات اللي بتنتجه الشركات مبقاش بالمستوي المتوقع إنك تسمع لأي كلام من عينة .. معلش .. المجهود اللي أي كائن بشري بيعمله علي الكوكب له ثمن و تحديداً في أي حاجة تجارية، بحثك عن المقابل المادي المعقول مش عيب و اللي مش قابل ده يقدر يدور علي متطوعين كثير بيقدموا نفس المنتج اللي أنت بتقدمه، الحياة مفيهاش إختيار واحد

إستخدم طريقة حسابية بسيطة لإيجاد قاعدة ربحية للشئ اللي تم إنتهاك حقوقك فيه، فمثلا: لو محطة إذاعية بتعمل إجمالي ربح مثبت مثلا إنه 100 ألف جنيه و تم إنتهاك لحن من ألحانك يبقي تحسب نسبة من الأرباح دي و تطالب بيها بشرط إن النسبة تكون أقل من 25% من إجمالي الربح و تقديرك للنسبة بيعتمد علي كذا عنصر أنا مش حقدر أذكرهم لأن تفاصيلهم كثير بس خلاصة الكلام إن النسبة اللي أنت بتتعوض بيها بتساوي: ثمن إستغلال المنتج اللي أنت عملته بشكل تجاري سواء في الماضي أو في المستقبل و تعويض عن إنتهاك حقوقك في الملكية الفكرية و تعويض كل ما شاركك العمل في إنتاج العمل ده من أشخاص و معدات. فأنت مش بتتعوض بس بثمن المنتج اللي تم إنتهاك حقك فيه و بس .. لأن دي غلطة بيقع فيها كثير من اللي بيتم إنتهاك حقوقهم و ببساطة كده .. لو كل واحد إنتهك حق حد عوضه بثمنه، مكنش فيه حد حيشتري أي حاجة، كان كل واحد حيستخدم ما يشاء و لما صاحب المنتج يكتشف الإنتهاك يبقي يعوضه بثمنه

و خلال رحلة التسعير جايز تسمع مقولة مشهورة فيتقال لك: إنت أساسا ملكش تاريخ أو مش مشهور عشان تطلب مبالغ جايز تتشاف بالنسبة لهم كتير عليك و في الحالة دي لازم تستوعب شئ أساسي و تهضمه: قيمة الشئ مش مربوطة بصاحبه. يعني بالعربي كده جايز تكون إنت في المدرسة الإعدادية و بتنتج أو بتعمل حاجة أحسن من أي حد تاني، قيمة شغلك في شغلك نفسه و في جودته و في إقبال الناس عليه و إستمتاعهم بيه. أي حد يقول لك أي حاجة لها علاقة بشخصك .. إعتبر نفسك مسمعتش حاجة و إتفاوض بمنطق تسعير الشئ طبقا لجودته و لمكان عرضه و إستغلاله و واقعة الإنتهاك إن وجدت. و إن مكنش المتفاوض اللي قصادك قابل طريقتك، السوق مفتوح و ما بين الشاري و البايع – لو ما اتفقوش – يفتح الله

التاريخ الإنساني الحديث فيه أمثلة ناجحة بدأوا من منتج ناجح إتقدم و نجح، محدش قالهم أنتوا صغيرين في السن أو ملكومش تاريخ في السوق عشان نثق في منتجكم. الناس بره مصر بتبص للمنتج و جودته و بس أيا كان مين اللي عمله

الصبر مفتاح الفرج

زي ما أنت صابر علي طول المقال ده .. لازم يبقي نفسك طويل .. خليك بارد و استخدم “التناحة” إذا لزم .. التفاوض طريق طويل من التوتر و القلق .. الغضب .. التلاعب و كل الحاجات السخيفة اللي أنت عمرك ما حبيتها في حياتك .. واجه كل ده بالصبر .. للأخر

الغشومية

في التفاوض فيه مرحلة بيسموها مرحلة النهاية الميتة أو الحيطة السد، إذا وصلت لها بشكل من الأشكال .. إياك تتغاشم يا إما الحيطة السد حتقع عليك و تفسد حتي النهاية اللي أنت وصلت لها، من خصائص المتفاوض الناجح إنه يعرف يقفل الإتفاق سواء تم أو ما تمش من غير خسائر من أي نوع .. يعني مش صح تخلص الإتفاق بنجاح و تعمل مشكلة لنفسك مع الطرف التاني تحول النجاح ده لخسارة و مش صح إن لو الإتفاق مكملش إنك تسيئ بشكل مباشر إلي الطرف الثاني بعد إنتهاء التفاوض. حاول تكون مُحدد في وصف نتائج التفاوض بدون إضافة بهارات و توابل لأن إضافتهم قد يشعل الموقف و يخسرك كتير و ساعتها قد يكون أقصي أمانيك إنك ترجع لنقطة الحيطة السد بأي طريقة و مش حتعرف للأسف

إستعراض القوة

لو إبتديت بأهداف محددة و أنت داخل أي نزاع عمرك ما حيكون عندك المشكلة دي. بس لو في لحظة لقيت نفسك بتستقوي علي الطرف الثاني أو بمعني أصح بتهاجمه بزيادة أو بتستعرض قدام الناس أنت ممكن تعمل و تسوي إيه، يبقي أنت عندك مشكلة كبيرة لأنك حتبقي عامل زي البلطجي في أي فيلم سينما و دول نهايتهم مش مختلفة في الحياة العملية. أسهل طريق لكسر نقطة استعراض القوة إنك تبقي بتمارس فعل مساوي في القوة للطرف الثاني أو لوقف الظلم عن نفسك. ببساطة، لو حد إنتهك حقك إمنعه و خد الإجراءات الواجبة لرفع الظلم عن نفسك بكل الطرق المسموحة حتي يتم رفع الظلم فقط، لكن متروحش تجيب حقك و بعد ما تجيب حقك تمارس أي نوع من أنواع القهر أو الإمعان في إنك تكسره و كأنك بتذله، لأنك كده بتحوله من ظالم ظلمك مرة لواحد حيعيش كل عمره عشان ينتقم منك.

النتيجة

إحنا بشر، بنغلط و بنعمل الصح .. المهم إننا لما نغلط نعرف نصلح الغلط و منكرروش، مع كل غلطة بنغلطها رصيدنا عند ربنا ثم عند الناس بيقل

شئ مهم إنك تتحري في شغلك الحلال و تعمل كل اللي تقدر عليه عشان تدي الناس حقوقها بما يرضي الله، لأنك لما بتاخد حق حد في الدنيا، تأكد إنه راجع له و إن ربنا مبيفوتش اللي بياكل مجهود الناس أبداً. الحق راجع و لو طال الزمن و الحق مش شرط يرجع لك فلوس .. و لا حتي شهرة .. الحق ساعات يرجع لك في نظرات عيون الناس

خلاص

Leave a Reply